مايكروسوفت هي شركة أميركية متعددة الجنسيات (شركة دولية)، وتعمل في تطوير وتصنيع وبيع برمجيات الحاسوب وألعاب الفيديو وأنظمة التشغيل، كما تنشط في مجال إنتاج بعض مكونات مكونات الحواسيب والخوادم والهواتف، ووصلت الشركة الى هذا الكم من النجاح بسبب مؤسسها المجتهد بيل غيتس.
تأسيس الشركة
اسس بيل غيتس وزميلة بول ألين الشركة في ابريل عام 1975، وبدأت شركة مايكروسوفت مسارها العملي في مجال تطوير وبيع معالجات “بيسك”، واشتهرت الشركة بهذا المنتج نظرا لجودته، وتسابقت باقي الشركات لتزويد السوق بمعالجات بيسك المتوافقة مع معالج بيسك من شركة مايكروسوفت، وهذا ما جعل ارباح الشركة تقفز بشكل كبير في بداية تأسيسها.
ولاكن لم تكن شركة مايكروسوفت مسجلة قانونيا ولاكن نتيجة للإقبال الكبير على معالجات بيسك ووصولها الى مرحلة كبيرة في السوق كونها منتج مرجعيا في السوق، قام كل من غيتس وزميلة بتسجيل العلامة التجارية “مايكروسوفت” في 26 نوفمبر من عام 1976.
بداية نجاح الشركة
وفي منتصف ثمانينيات القرن الماضي زاد نشاط الشركة، بعدما عقدة الشركة اتفاقية مع شركة “أي بي أم” لصنع اول نظام تشغيل بأسم “أم أس دوس” والذي حقق نجاح كبير مثل باقي منتجات الشركة، ومن خلال هذا المنتج استطاعت الشركة السيطرة على سوق انظمة التشغيل للحاسوب الشخصي.
ولم يكتف غيتس بذلك فقط، بل قام بالعمل على العديد من البرامج التي أصبحت مشهورة ومتداولة على مستوى عالمي، والتي من الممكن انك تستخدمها على جهازك الشخصي، وهناك العديد من الاشخا الذين يعتمدون عليها في تنفيذ مهامهم، مثل برامج الأوفيس، الوورد، الأكسيل، الباوربوينت، الأكسس والعديد من البرامج الأخرى، والتي حققت شهرة وارباح إضافية للشركة.
ومن أهم أسباب التي ساعدة على سرعة هيمنة شركة مايكروسوفت على عالم البرمجيات، هي الطفرة في انتشار الحاسوب الشخصي في فترة ثمانينيات القرن الماضي، واحتكار الشركة عل أكبر منتج عالمي للبرامج المعلوماتية “ويندوز” الذي زود أكثر من 90% من حواسيب العالم به، والذي ارتبطت به مجموعة البرامج التي انشأتها الشركة.
إدراج شركة مايكروسوفت في البورصة
بعد أن أكملت الشركة عامها العاشر، قرر بيل غيتس مؤسس الشركة إدراجها في بورصة ناسداك، وكان ذلك في 13 مارس من عام 1986، وكما صرح بيل غيتس بنفسة أن لحظة الإكتتاب واحدة من أهم اللحظات التي عاشها مع شركته قبل أن يغادرها، ووصل سعر سهم الشركة في أول يوم للإفتتاح 21 دولار ومحققا زيادة غير طبيعية بسبب تهافت الناس لشرائة، وبسبب ذلك الإكتتاب حصلت مايكروسوفت على دفعة تمويلية كبيرة جدا لزيادة سيطرتها وفرض قوتها على السوق العالمي.
كان الإكتتاب مهما لمؤسس الشركة بيل فيتس على المستوى الشخصي، وذلك لأنه بسبب هذا الإكتتاب دخل بيل غيتس رسميا قي قائمة أغنى أغنياء العالم، وحظى بسمعة قوية تمكنه من التأثير على قرارات مهمة على مستوى العالم بشكل كامل، ولاكنة بعد ذلك تنحى عن منصبة كرئيس تنفيذي للشركة.
مشاكل كبيرة واجهتها مايكروسوفت
واجهت شركة ميكروسوفت عددا كبير من المشاكل الكبيرة أثناء مسيرتها، وسنذكر لكم أهم مشكلتين تعرضت لها الشركة في أوقات حساسة ومهمة لدى الشركة:
1. إدارة ستيف بالمر
كانت الفترة التي تولى فيها ستيف بالمر قيادة الشركة سنة مليئة بالإخفاقات والمشاكل الإدراية، وبسبب إتخاذ بالمر لقررات سئية واجهت الشركة شبح الإفلاس لعدة مرات في أثناء مسيرتها، وتولى بالمر القيادة من عام 2000 وحتى عام 2014، وذلك بعدما قرر مجلس الإدارة إزاحة بالمر عن القيادة وتولية ساتيا ناديلا المنصب.
2. خوض قضايا الإحتكار ضد وزارة العدل الأمريكية
أدت هذه القضايا إلى إضعاف الشركة بشكل كبير، وذلك لأن الشركة إضطرت لتقديم تسويات مع عدة جهات خارجية لتخرج من هذه القضية، وتم إتهام الشركة بهذه القضية بسبب دمجها لمتصفحها الخاص مع نظام تشغيلها “ويندوز”، وذالك قرار يدمر المنافسة على حد تعبير وزارة العدل الأمريكية.
تعدد مجالات عمل الشركة
قصة نجاح شركة مايكروسوفت لم تتوقف إلى هنا، فمنذ تسعينيات القرن الماضي، ركزت الشركة على تنويع منتجاتها، حيث لم تبق مقتصرة على سوق نظام التشغيل، وقامت بتوقيع صفقات الاستحواذ، كان من أبرزها شراء شركة سكايب في عام 2011 بقيمة 8.5 مليارات دولار، والذي يعتبر الاستحواذ الاكبر في تاريخ الشركة حتى الان، واشترت الشركة شركة نوكيا للهواتف عام 2013 بقيمة سبعة مليارات دولار.
وحتى اليوم تسيطر الشركة على سوق نظام تشغيل الحاسوب الشخصي “ويندوز” وعلى سوق البرمجيات المكتبية عن طريق “برامج أوفيس”، وبدأت الشركة على العمل في مجال محركات البحث في الإنترنت بمنتجها محرك بينغ، وبدأت في صناعة ألعاب الفيديو بمنصتها الشهيرة “إكس بوكس”.
الخلاصة
نجاح شركة مايكروسوفت لم يكن مقتصرا على الحظ فحسب، ولاكن أدى إلى ذلك إجتهاد مؤسس الشركة وعملة الجاد في إنجاح شركته الخاصة، وحققت مايكروسوفت نجاحات عظيمة جدا في سنواتها الأخيرة، حيث أصبحت الأن هي المسيطر الأكبر على أنظمة تشغيل أجهزة الكمبيوتر، وتمتلك مايكروسوفت عددا من البرامج والتطبيقات التي تعمل داخل نظامها والتي تدخل للشركة مئات الملايين سنويا، مرت الشركة بكثير من التحديات أثناء فترة ستيف بالمر، ولاكن جاء الرئيس الحالي ساتيا ناديلا لتغيير أوضاع الشركة للأفضل، وهذا حسب رؤية وتوقع الخبراء في هذا المجال.