قصة نجاح شركة فيسبوك سابقا أو ميتا حاليا، هي شركة أمريكية تعمل في مجال التكنولوجيا وتعتبر من الـ 5 الكبار في العالم، وتدير شركة ميتا أكبر برامج التواصل الإجتماعي في العالم بمجموع مستخدمين وصل إلى 3 مليار مستخدم نشط.
بداية قصة نجاح شركة فيسبوك
كان مؤسس الشركة مارك زوكربيرغ مغرما جدا بمجال الكمبيوتر والبرمجة، وفي أكتوبر من عام 2003 أنشأ مارك أول موقع إلكتروني له وأطلق عليه أسم “Facemash”، حيث يعمل هذا الموقع بطريقة أثارة الجدل بشكل واسع في الجامعة وخارجها، فقد كان يعرض للمستخدمين صورا مأخوذه من أحد قواعد البيانات التابعة للجامعه لتقييم جمال زملائهم.
وفي سنته الثانية وبالتحديد في 4 فبراير عام 2004 أسس مارك موقعه الجديد والذي يحمل أسم “TheFacebook”، وشارك مارك هذه المرة عددًا من زملائه في السكن وهم (داستن موسكوفيتز، وكريس هيوز، وإدوارد سافرين).
فكرة الموقع
وكان الهدف في البداية من تصميم الموقع هو تسهيل عملية التواصل بين طلاب جامعة هارفارد، حيث كان مارك يعاني من صعوبة الإتصال بزملائه في الجامعة، فقد قرر إنشاء منصة تساعده هو وزملائه على التواصل مع بعضهم البعض من أي مكان في الجامعة، لذلك فإن حل هذه المشكلة سيكون سببا في قصة نجاح شركة فيسبوك.
تطوير الموقع
في البداية تم تقسيم مهام العمل على المشروع بين الشركاء المؤسسين، حيث تولى كل شخص مهمته التي يجب علية الهمل عليها، فكانت مهمة البرمجة وتصميم الموقع على مارك زوكربيرغ، وبالفعل أنهى مارك عمله على الموقع في خلال عدة أسابيع، وإستخدم في تصميم الموقع لغات البرمجة “PHP” و”MySQL”.
التوسع السريع
حقق “Thefacebook” نجاحا مبهرا في جامعة هارفارد وتبع هذا النجاح إنتشار واسع للتطبيق حيث دخل التطبيق في عدد من الجامعات الأخرى، مثل جامعة ستانفورد وجامعة كولومبيا، وفي نهاية عام 2004 إستطاع “Thefacebook” الوصول إلى أكثر من 30 جامعة داخل الولايات المتحدة وذلك ماساهم في زيادة عدد مستخدمين الموقع بشكل كبير.
حصل المشروع على أول تمويل له في يونيو 2004، حيث ساهم بيتر ثيل أحد مؤسسي شركة باي بال بمبلغ وصل إلى 500,000 دولار، وذلك ماساعد بعدها التطبيق على مواصلة الإنتشار والنمو داخل الجامعات الأمريكية.
تغيير الإسم
وفي أغسطس من عام 2005 تم تغيير الإسم ليصبح “facebook” بدلا من “Thefacebook” والذي يعتبر أكثر بساطة من الإسم القديم، وكما قام بالإنتقال إلى نطاق facebook.com، والذي كلفة 200,000 لشراؤه.
النمو والنجاح
تم طرح الشركة للإكتتاب العام في عام 2012، حيث أصبحت الشركة عامة وتم طرحها في بورصة ناسداك، وذلك ماجعلها تدخل السوق العالمي بقوة وتنافس على المراكز الأولى في مجالها، والإكتتاب ساعد بشكل كبير على نجاح شركة فيسبوك.
الإستحواذات المهمة للشركة
إستحوذت الشركة على عدد من الشركات الناشئة في ذلك الوقت، والتي ساعدت شركة فيسبوك للوصول إلى ماهي عليه الأن، ومن أبرز هذه الشركات:
نستغرام: إستحوذت شركة فيسبوك على إنستغرام مقابل مليار دولار عام 2012.
واتساب: تم الإستحواذ على شركة واتساب من قبل فيسبوك مقابل 19 مليار دولار عام 2014.
أوكولوس: إستحوذت فيسبوك على الشركة في 2014 بمقابل 2 مليار دولار وذلك للدخول في مجال الواقع الإفتراضي.
تحول الشركة من فيسبوك إلى “ميتا”
في 28 من أكتوبر عام 2021 أعلن الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ عن تغيير أسم الشركة الأم من فيسبوك إلى “ميتا”، وأوضح مارك زوكربيرغ أن تغيير أسم الشركة يهدف إلى عكس رؤية جديدة وطموحة لمستقبل الإنترنت في الأعوام المقبلة، ويهدف إلى بناء عالم إفتراضي جديد يدعى الميتافيرس.
والميتافيرس هو مفهوم حديث ويشير إلى عالم إفتراضي كامل يمكن للأفراد الدخول إلية وممارسة أنشطتهم اليومية مثل الإجتماعات والتسوق من خلال هذا العالم الإفتراضي، وتسعى الشركة إلى إنجاز هذا المشروع في أقرب موعد.
فضيحة كامبريدج أناليتيكا
في عام 2018 تم إكتشاف عملية بيع سريه قامت بين شركة الاستشارات السياسية كامبريدج أناليتيكا وشركة فيسبوك، وحصلت شركة كامبريدج من هذه الصفقة على بيانات شخصية لحوالي 87 مليون مستخدم من مستخدمين فيسبوك دون موافقتهم.
وكان الهدف من هذه العملية هو إنشاء ملفات تعريف نفسية للناخبين، وذلك للتأثير على قراراتهم الإنتخابيه لعام 2016، ويكون ذلك من خلال استهداف هؤلاء الأشخاص من خلال إعلانات سياسية مخصصه لهم حسب البيانات المتوفرة لديهم.
وبعد الكشف عن الفضيحة فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا غرامات كبيرة على شركة فيسبوك تقدر بقيمة 5 مليار دولار إلى لجنة التجارة.
مواجهة قضايا الإحتكار
بدأت أول جلسات التحقيق مع فيسبوك ضد قضايا الإحتكار في يونيو 2019، حيث إتهمت لجنة التجارة الأمريكية فيسبوك بالإحتكار وممراسة بعض الأساليب التجارية الغير عادلة، وذك ما أدى إلى بدء التحقيقات مع الشركة.
وظهرت نتائج هذه التحقيقات في ديسمبر 2020، وبعدم صدور أي قرارات بحق فيسبوك، وذلك ماجعل لجنة التجارة تتطالب بتفكيك إستثمارات فيسبوك لمنع الإحتكار وإشعال روح المنافسة.
كذلك فتح الإتحاد الأوروبي تحقيقا في ديسمبر 2020 بشأن ممارسات فيسبوك الإحتكارية وإستغلال قاعدة البيانات الضخمة للإضرار بالمنافسة، وإستغلال البيانات والمعلومات لكسب دخل اكبر للشركة.
وبالفعل فرض الإتحاد الأوروبي عدد من المخلفات والغرامات المالية بحق فيسبوك، وذلك لمخالفتها بعض شروط الخصوصية وإتهامها بمخلفات إحتكارية ضد عدد من الشركات العاملة في السوق الأوروبي.
الخلاصة
تعتبر قصة نجاح شركة فيسبوك قصة ملهمة للكثير من رواد الأعمال، وذلك لأن فيسبوك الان من أكبر الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا في العالم، حيث بلغت قيمتها السوقية 1,2 مليار دولار أمريكي وبذلك تكون في المركز السابع لأكبر الشركات بالقيمة السوقية، وتوظف الشركة أكثر من 66 ألف موظف من حول العالم، وتقود الشركة ثورة صناعية جديدة في مجال الميتافيرس.